ثامر حسني فوجئت بما حدث في الكويت... ولا أستأجر المعجبات

فوجئت بما حدث في الكويت... ولا أستأجر المعجبات

يتفرّد الفنان تامر حسني، بين نجوم الغناء، ليس بفنّه فحسب ولكن بما يدور حوله من لغط وحوادث تدفعه إلى دائرة الضوء، ربما أبرزها ممارسات المعجبات بفنه وحالات الانهيار والبكاء والإغماء التي ترافقهن دوماً كلما أطلّ عليهن. ما حدث أخيراً في الكويت ليس الحالة الأولى، بل حوادث تتكرر في كل حفلة يحييها حسني ليس في مصر فحسب ولكن في خارجها أيضاً.

السؤال الذي يفرض نفسه: هل تلك الحوادث مدبّرة من قبل حسني كما يؤكد البعض، ما يوحي بأنه مطرب عاطفي تنهار الفتيات من أجله؟ أم أن المسألة لا تخرج عن كونها حالة من حالات جنون الشهرة وهوس المعجبات المراهقات، ما يدفعهن إلى ممارسة تلك السلوكيات على الرغم من أنها لا تتناسب وتقاليدنا وعاداتنا؟

في البداية أكد حسني أن ما حدث معه في الكويت تعبير عن حب يصل إلى مرحلة الهوس الذي يصيب الفتيات والشبان من كثرة الإعجاب بفنّه، وهو تعبير صادق بعيد عن الافتعال والزيف.

كذلك نفى ما تردد عن أنه يستأجر جمهوراً خاصاً لتعبئة بقية الجماهير في حفلاته للإيحاء بأن المعجبين ينهارون لمجرد رؤيته، مشيرًا إلى أن هذا الكلام عار تماماً عن الصحة، وما يحدث هو إعجاب حقيقي. مثلاً، في حفلة النادي الأهلي في مصر، هناك فتيات وشباب ألقوا بأنفسهم في حوض السباحة للوصول إلى خشبة المسرح تعبيراً عن حبّهم ورغبتهم في ملامسته، وفي سورية انتظره في المطار أكثر من 20 ألف معجب، وذلك كله توفيق وحب من الله.

عما حدث في الكويت أخيراً، أكد تامر أنه فوجىء به، مشيراً إلى أن الفتاة صغيرة في السن وعبّرت بتلقائية عن مشاعرها، وساعد في ذلك أن خشبة المسرح لم تكن مرتفعة على الأرض، لذلك كان من السهل الانقضاض عليه، وهو ما نبّه إليه قبل الصعود إلى المسرح وفقاً لخبرته في حفلات مماثلة، وعندما تقرر إنهاء الحفلة من قبل المسؤولين نفّذ القرار من دون مناقشة.

ارتباط

أوضح د.سامي الشريف، عميد كلية الإعلام في الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، أن «شهرة المطربين تؤدي إلى ارتباط الجمهور بهم والتعبير عن مشاعره تجاههم، وما حدث لتامر حسني في الكويت أو لعمرو دياب أو لمروى في مصر من قبل ليس ظواهر جديدة وإنما يتكرر مع معظم المشاهير منذ القدم».

يضيف: «في حفلات عبد الحليم حافظ كانت تصعد الفتيات إلى المسرح لتقبيله وبعد وفاته انتحرت كثيرات، لكن بسبب الفضائيات أصبحت تلك الظاهرة أكثر جرأة خصوصاً مع غياب جانب مهم وهو الجانب التربوي».

يعتبر الشريف أن ما حدث يعد كارثة في دول الخليج لأنها دول محافظة، «لذا كان أمراً خارجاً عن المألوف أن تمارس فتاة مثل هذا السلوك والذي يعد مؤشراً خطيراً يستحق التوقّف عنده والبحث عن أسباب الفجور العلني في سلوك بعض الفتيات على الرغم من انتمائه إلى أسر محافظة».

يرجع الشريف ما حدث إلى أنماط التربية الحديثة والحرية غير المسؤولة، ولم ينكر أن بعض المطربين يدفع لمجموعة من الفتيات والشبان لتعبئة الجمهور معنوياً ووفقاً لسياسة القطيع، فإذا بدأ أحدهم بالصراخ ينطلق الجميع من خلفه، وهكذا تصدر عن الجمهور تصرفات غير منطقية أحياناً.

فتى الأحلام

لم يختلف د. إلهامي عبد العزيز، أستاذ الدراسات الاجتماعية والنفسية، في تفسيره لسر اندفاع الفتيات والشباب لممارسة تلك السلوكيات غير السوية كما يحدث مع حسني، مؤكدا أنه «نوع من جنون الهوس والشهرة الذي يصيب المراهقات عندما يشاهدن الممثل أو المطرب في أعمال فنية رومانسية وعاطفية، بالتالي يتوحّدن معه بوصفه نموذجاً لفتى الأحلام، في المشاعر والأحاسيس ومن ثم يمارسن تصرفات خارجة عن العادات والتقاليد». يعزو عبد العزيز هذا الأمر إلى غياب القيم الاجتماعية ومفهوم الصواب والخطأ، والقدوة ومجمل المعايير، «يؤدي ذلك كله إلى ما نشاهده من مظاهر قد تكون غير طبيعية من المراهقين».

10 ملايين جنيه!!

يعترض المخرج جميل المغازي على اتهام حسني بأنه وراء ما يحدث ويقول: «لا أعتقد أن حسني يستأجر فتيات لعمل «شو» فهو ليس بحاجة الى ذلك، لكنّ لديه معجبين كثراً، بدليل تلك السيدة التي عرضت أن تدفع 10 ملايين جنيه كي يخرج حسني من سجنه، فهل هو الذي استأجرها لتقول ذلك؟».

يضيف المغازي: «تامر حسني فنان محبوب، ولدى الفتيات هوس بنجومهن ومن ثم يمارسن تلك السلوكيات»، ويشير إلى أن حسني لا يمكن أن يستأجر فتيات للترويج له، ولديه الكاريزما والقبول الجماهيري وهي صفات يمنحها الله للإنسان بالإضافة إلى الموهبة والصوت.

أما أحمد ماندو، مدير أعمال المطرب كريم أبو زيد، فيقول: «سمعت أن هناك بعض النجوم الذين يستأجرون الشباب داخل الحفلات لعمل «شو» إعلامي، لكن لا أعتقد أن يقوم بذلك مطرب بحجم تامر حسني لأنه ليس بحاجة إلى مثل تلك الأساليب، فهو نجم ومطرب كبير ومعروف»، مؤكدًا أنه لا يمكن لأحد أن يضحك على الجمهور أو يخدعه ولا يمكن شراء حب الناس.

من ناحية أخرى، يؤكد البعض أن حسني هو الذي يدبّر تلك السلوكيات، وفي مقدمه الصحافي محمد فاروق، رئيس تحرير جريدة «وشوشة»، الذي جمعته بحسني صداقة قوية، إلا أن خلافاً بينهما دفع فاروق إلى فضح دور حسني في تلك الممارسات، خصوصاً في فترة قضائه العقوبة بتهمة الهروب من السجن، وكيف كانت الفتيات يخرجن في مظاهرات يطالبن بالإفراج عنه واللافتات التي كانت تتصدر الميادين العامة وغيرها من التفاصيل التي تؤكد أن حسني هو المدبّر والمحرّك لتلك الأحداث.

يستاهل تمورة لوانا جان سويت النون ومايعلمون