جحا وديكه والبغبغاء (قصة قصيره)

رأى جحا يوماً طائراً يُباع في السوق بإثني عشر ذهباً , وهو بقدر الحمامة , فقال في نفسه : ما أروج سوق الطيور , فقد حان الوقت للربح , وغداً أبيع ديك الحبش الذي عندي وفي اليوم التالي حمل ديك الحبش , وذهب إلى السوق وهو ينتظر أن يبيعه بمبلغ طائل فوضعه بالمزايدة فلم يتجاوز ثمنه 12 قرشاً فغضب جحا وقال لأهل السوق بحدة أناشدكم الله ما هذا العمل ؟ أمس رأيت طيراً بقدر الحمامة مصبوغاً يُباع باثني عشر ذهباً وكل منكم دفع فيه سعراً عالياً وهذا الطائر الذي عرفه ومنقاره كالمرجان والعقيق و لون ذنبه كالحرباء إذا قابل الشمس يلمع بألوانٍ زاهية ملتهبة و إذا صفر له ينفخ خرطومه ويرفع ذنبه وجناحيه كالخيمة وتصير له جثة كالخروف فلا يمل الإنسان من رؤيته و هو يتمايل عجباً وتيهاً و لولا الحاجة لما كنت أقدمت على بيعه و عندما أخذته من البيت حزنت امرأتي و أولادي عليه وبكوا بكاءً شديداً على فقده و هو يناغي (( قل قل قل قل )) ليشوقهم ويزيدهم بكاءً قاتل الله الحاجة التي جعلتني أعرضه للبيع ألاّ تزيدون فيه على اثني عشر قرشاً ؟
فتقدم رجل من أهل السوق وقال لجحا : كُن براحة بال فإنك غافل عن الحقيقة تماماً , فالطير الذي كنّا نبيعه أمس ليس بطائر مصبوغ كما زعمت بل هو لونه الذي خلقه الله به و هو الطائر المسمى بالببغاء .
فأجابه جحا : أو ليس هو طائراً . فما هي فائدته و ما هي معارفه ؟
فأجابوه : إن هذا الطائر ذو معرفةٍ , و هو يتكلم كالإنسان . فنظر جحا إلى ديك الحبش و هو تحت إبطه و أشار إليه وقال : إذا كان ذلك يتكلم فهذا يفكر جيداً .

تسلم ايدينك على القصه الحلو ة

مشكور على مجهودك
والف تحيه لك من القلب